الجمعة، 21 فبراير 2020

الأديب الشاعر محمد الدبلي الفاطمي يكتب لنا قصيدة طوق الغرام تحياتي

طوقُ الغرام

أُقاسِمُكَ المَحبَّةَ والوِدادا***ومِنْ فِقْهي أُبادِلُكَ الرَّشـــــــــــــــادا

حَبيبٌ لَوْ كَشَفْتَ الغَيْبَ عَنْهُ***وَجَدْتَ هواكَ قَدْ مــلأَ الفُـــــؤادا

تُشاطِرُني مَوَدَّتُكِ الأماني***كَاَنَّ الحُبَّ أَلْهَمَها السَّـــــــــــــدادا

أرادَ بِنا الوُجودُ بِناءَ حُبٍّ***ولا بُدٌّ لـــــنا مـــــــــــــــــمّا أرادا

وَعِشْقُكَ بالمَوَدَّةِ نالَ مِنّي***فَعَلَّـــــــــمني المَحَبَّةَ والــــــــوِدادا

                             ////

أَتَيْتُكِ سائِلاً دِفءَ الحنانِ***لأَنْعمَ بِالسَّكينَةِ والأمــــــــــــــــــانِ

بَعَثْتُ إِلَيْكِ مِنْ لُغَتي رَسولاً***على مَتْنِ الرّفيعِ مِنَ البَـــــــــيانِ

وَكُنْتُ بِما عَشِقْتُهُ مِثْلَ طَيْرٍ***أُغَرّدُ راكِباً فَوْقَ البَـــــــــــــــنانِ

أُشَقْشِقُ تارَةً وأنوحُ طَوْراً***وَقَدْ رَحلَ المكانُ عنِ الزّمــــــــانِ

وَفي اللّيْلِ البَهيمُ رَأَيْتُ نَجْما***بَعيداً في الزّمان عن المـــــــكان

                                 ////

هَدَيْتُك في الهوى طَوْقَ الغرامِ***على طَبَقِ المَــــــــوَدَّةِ والوِئامِ

ومنْ عِطْرِ البَنَفْسَجِ فاحَ نَفْحٌ***من الحبِّ المُرَصَّعِ بِالـــــــــغَرامِ

وَتَحْتَ عباءَةِ القَمَرِ الْتَحَمْنا***يُحيطُ بنا الكَثيفُ مــــــــــنَ الظَّلامِ

وكانَ حَديثُنا شوقاً وَعِشْقاً***وَهَمْساً قدْ تَطَــــــــــــــــرّز بالكَلامِ

وفي بَحْرِ المَوَدَّةِ قَدْ سَبَحْنا***على نَغَمٍ تَعَـــــــــــــــــطّرَ يالسّلامِ

                               ////

أَرَدْتُكِ أنْ تُجيبي عنْ سُؤالي***لِماذا طالَني وَجَعُ اللّـــــــــــيالي؟

رَماني الهَجْرُ بِالأشْواقِ حَتّى***تَمَرَّدَتِ المَشاعِرُ في خـــــــيالي

أَمُرُّ بِجانِبِ الماضي فأَبْكي***وَدَمْعُ الهَجْرِ أَبْلَغُ في المِــــــــــثالِ

أراحَ القَلْبَ أَنّي منْ حُروفي***أُداوي هِــجْرتي لأُريــــــــحَ بالي

نَصيبي من شبابي في حياتي***قَصَيْتُهُ مُكْرَهاً في عُقْــــــرِ حالي

                                ////

وَجَدْتُ الدّفْءَ في حُضْنِ الكِتابِ***وَمِنَ صَفَحاتِهِ انْطَلقَ انْسِيابي

هَداني بِالحُروفِ إلى ارْتِقاءٍ***تَرَبَّعَ فَوْقَ ناطِحَةِ السَّـــــــــــحابِ

تَفَرّدَ في مَحَبَّتِهِ صَفاءً***فَسُمّيَ بالصَّدوقِ مِنَ الصِّحــــــــــــــابِ

بِفَضْلِهِ أحْرُفي وَجَدْتْ سَبيلاً***يَقودُ إلى البِناءِ على الصّــــــوابِ

وَحُبُّكَ للْمُطالَعَةِ اهْتِــــــــــداءٌ***وَوَعْدٌ بالصَّداقَةِ للكِــــــــــــــتابِ

                                  ////

بَناتُ الفِكْرِ زادَتْ منْ غَرامي***فَضاعَفَتِ المَساعيَ باهْتِمامـــــي

أحَبَّتْني على الإخْلاصِ حُبّاً***تَجَسَّدَ في الرَّفيـــــــــــــعِ منَ الوِئامِ

أُغازِلُها فَتُبْدِعُ في هواها***وَتَسْــــــــــــــــــــــمَحُ لي بِتَنْحِيِةِ اللّثامِ

وما لُغَتي سوى أصْلي وفَصْلي***وُمُلْهِمَتي بِما يَحْلو كلامـــــــــي

سَأَبْقى حامِلاً عَلَمَ التّحدّي***وَفي خَطْوي أَســـــــــــــيرُ إلى الأمامِ

محمد الفاطمي الدبلي