السبت، 10 فبراير 2018

مواجع في القلب.......يحيى _ الهلال


مواجع في القلب
دَعْ عنكَ لومي فالمصابُ عظيمُ
والجرحُ أمسى في الفؤادِ يُقيمُ
بِيعَ الضّميرُ على مقاعدِ حانةٍ
فـيها البُـغاةُ وخـائنٌ ولـئيمُ
حمَلوا مشاعلَ من جحيمِ فُجورِهم
فتسَـعّرتْ فوقَ النـعيمِ جحـيمُ
داسُوا الكرامةَ واستباحوا عِرضَها
كم غـابَ منْ فلـكِ الكـرامِ نُجومُ
فقَدتْ رؤوسُ القومِ كلّ فضيلةٍ
وعلا المنابرَ فاجـرٌ وكَـهيمُ
ساروا كما رسمَ العِداةُ خُنوعَهم
يـجثو على كـتِفِ الخَـؤونِ زَنيمُ
وتزلزلتْ أرضُ الجِنانِ بغدرهِم
كـم ضاعَ من تِبرِ البلادِ تُـخومُ
وتدورُ دائرةُ الدواهي فوقنا
مِـثلَ الصّـواعقِ في السّماءِ تحومُ
في الأرضِ نارٌ والسّماءُ سخيّةٌ
لـم يـنجُ من موجِ الهلاكِ فـطيمُ
جيشُ الثّكالى في العراءِ مُعسكِرٌ
بـينَ الـرّزايا مُـوثَقٌ وكـليمُ
والنّاسُ مِثلَ الطّيرِ فرّ مهاجراً
فـي عَـتمةِ الآفاقِ راحَ يـهيمُ
وطنٌ يُبادُ على مذابحٍ أُمّةٍ
طالَ الـرُّقادُ بـها وليسَ تقومُ
ونظرتُ للوطنِ الكبيرِ فرَدّني
طُـهرُ القداسَةِ في البلاءِ يعومُ
في كلّ شِبرٍ من ثراهُ مَواجعٌ
إذ جـاسَ في ذاك الأديمِ أثـيمُ
وأنا أذوبُ مرارةً وتَحرُّقاً
لـيلٌ طـويلٌ والنّديمُ هُمومُ
فسألتُ ربـّي أن يغَيّرَ حالَنا
وتزولَ عن تـلكَ البلادِ غُيومُ
وتَهبَّ فرسانٌ كَبتْ وصَحتْ على
ظـهرِ السـَّوابِحِ للإباءِ تـَرومُ
#
يحيى _ الهلال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق