طفولة وذكريات في مخيمات الشتات المقطع الخامس " حنطور الفريسكو" شعر د. أحمد محمود الأربعاء 6 ديسمبر 2018 في صباح كل يوم من أيام العطلة الأسبوعية كان بائع " الفريسكو" يعبر الأزقة والزحام يصيح وينادي بأبواقه النحاسية ويتجمع الأطفال من حوله وسط الرغام كان ينادي" فريسكو .. فريسكو" أطيب وألذ من تفاح الشام هيا اشترِ وتذوق "الفريسكو" المشكل، هيا،هيا أسرع يا غلام تذوق التوت الأحمر، والعنب الأصفر أحلى من الشهد وطعمه مستدام، وطوابير الأطفال تتكدس كالحزم حول فرسه العجوز الهرم، تتزاحم كالشهب والأنجم، تتجمع معاً وكأنها أمواج اليم وهناك حول أقدام الفرس المعظم كنا ندوس على أقدام بعضنا بعضاً وكأنها شباشب، وأحذية وجزم وما هي سوى أقدام حافية من لحم ودم وعظم تصطلي من جمر الأرض المتوهج في يوم من أيام الصيف الحارق المضطرم ومن شدة حرارة الأرض كانت تتورم كل منا يمد يده وبكفه قرش كي يبتاع كأس "فريسكو" محترم ليطفئ جام العطش المتأجج في الحلق والبلعوم والفم وخمائس الأطفال تهيج وتموج مدوية من حول حنطور الآمال والأحلام وزمامير العربة تدوي هادرة بين الخيام والزواريب والأنام وبائع الفريسكو يرتل ألحاناً عذبة مفعمة بأحلام البيع والأنغام، والربح المرام. بقلمي: د. أحمد محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق