الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

أمِنْ ظَمَأٍ ... ..بقلم الشاعر الكبير / حسن علي محمود الكوفحي ..


*** أمِنْ ظَمَأٍ ... *** الوافر ***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَمِنْ ظَمَأٍ بِكَ الْأشْوَاقُ تَغْلِي
كَبُرْكَاْنٍ تُحَمْحِمُ حِيْنَ ثَاْرَتْ
يُمَزِّقُنِي وَجِيْبُ الْقَلْبِ عِشْقَاً
فَآلامِي بِأرْكاني اسْتَطَارَتْ
وَما خَمَدَتْ لِقَوْمٍ مِنْ مَعالٍ
سِوَى بالنَّوْمِ عَنْ شَرَفٍ تَكارَتْ
وَتَرْمُقُنِي عُيُوْنُ اللَّيْلِ رِفْقَاً
فَرُوْحِي لِلْعَلاءِ لَدَيْهِ طارَتْ
أَحِنُّ لِقُبَّةٍ خَضْرَاءَ تاهَتْ
على الْأكْوَانِ فَخْراً وَاسْتَخارَتْ
حَبِيْبُ اللهِ يا خَيْرَ الْبَرَايا
فَرُوْحي فيكَ تَهْتِفُ حَيْثُ سارَتْ
تُرَفْرِفُ فَوْقَ قَبْرٍ أنْتَ فِيْهِ
كَطَيْرٍ في سِباقٍ قَدْ تَبارَتْ
وَحالُ الشَّكِّ يُجْهِضُ كُلَّ ضَوْءٍ
عُقُوْلٌ في الصَّباحِ فَقَدْ تَمارَتْ
رُبُوْعُ الْأرْضِ يُثْخِنُها ظَلامٌ
وَجَوْفُ الأرْضِ بالْآهاتِ حارَتْ
أكاسِرَةٌ وَأوْثانٌ وَرُوْمٌ
وَعُرْبٌ في ثِيابِ الشِّرْكِ شَارَتْ
وَأعْراضٌ وَأرْحامٌ تُعانِي
وَجارِيَةٌ بلا ذَنْبٍ تَوارَتْ
فَلا أمْنٌ وَلا شَأْنٌ لِدارٍ
إذا الْإيمانُ وَجَّهَها تَدارَتْ
يُنادِيْها نِداءُ الْحَقِّ هَيَّا
إلَيَّ .. تَفَلَّتَتْ مِنْهُ وَكارَتْ
نُبُوَّةُ أحْمَدٍ مِيلادُ أُمَّه
فَمِنْ عَدَمٍ سَما عُرْبٍ أنارَتْ
بِمَوْلِدِهِ تَحَرَّرَ كُلُّ شَيْءٍ
بِأخْلاقٍ حُصُوْنُ الْإفْكِ هارَتْ
بِقُرْآنٍ وَسَيْفٍ قَامَ عَدْلٌ
بِغَيْرِهِما مَعانِ الْحُبِّ خارَتْ
بِهِ الْآياتُ تَتْرَى قَدْ أبانَتْ
وَسَلْمانٌ بَصِيْرَتُهُ أشارَتْ
فَمِنْ آلٍ غَدَا يَرْقَى مَكاناً
يَنابيعُ الْهُدَى نَبَعَتْ وَفارَتْ
وَسَيِّدُنا لِأصْحابٍ تَوَلَّى
كَأطْوادٍ لِأرْضٍ حِيْنَ سارَتْ
بِلالٌ مَعْ صُهَيْبٍ في جِهادٍ
وَخَيْلُ اللهِ تُرْهِبُ إذْ أغارَتْ
وَلِلشُّهَدَا نَجِيْعٌ فِيْهِ نَحْيا
جَمِيْعُ الْخَلْقِ بالْعَدْلِ اسْتَجارَتْ
وَدِيْنُ اللهِ يَبْلُغُ كُلَّ صَقْعِ
يَقِيْنَاً مِثْلُ شَمْسٍ حَيْثُ زَارَتْ
وَلِلْمُخْتارِ مَنْزِلَةٌ تَسامَتْ
شَفاعَتُهُ لِأحْبابٍ أجارَتْ
لِوَاءُ الْحَمْدِ يَرْفَعُهُ وَيُؤْي
بِظِلٍّ أنْبِياءُ اللهِ سارَتْ
لَهُ الْخُلُقُ الْعَظِيْمُ بِلا مَثيلٍ
فَكَمْ نَهَلَتْ بَرَايا واسْتَعارَتْ
وَعَلَّمَنَا الْمَشُوْرَةَ في أناةٍ
فَما خابَتْ عُقولٌ اسْتَشارَتْ
وَأنَّ الْحُكْمَ قامَ على حُقوقٍ
وَأنَّ الْواجِباتِ عَلَيْكَ صارَتْ
عِبادُ اللهِ أحْرارٌ بِخَلْقٍ
وَأنْفُسُهُمْ على الْأوْثانِ ثارَتْ
كَبيرُ الْقَوْمِ خادِمُهُمْ عَفيفٌ
رَعِيَّتُهُ على الْإخلاصِ دارَتْ
وَمَنْ رَامَ الْبَقاءَ بِغَيْرِ دِيْنٍ
غَدا قاعاً بِهِ الْأمْواهُ غارَتْ
وَهذا الدِّينُ لِلدُّنيا وَأُخْرَى
إذا افتَرَقَا .. حَياةٌ قَدْ تَفارَتْ
تَرَى الْإسْلَاْمَ في غَرْبٍ مَنَاراً
يُنَظِّمُهُمْ .. وَعَيْنُ الْعُرْبِ قَارَتْ
مُحَمَّدُنا وَمَنْهَجُهُ حَياةٌ
بِهِ تَحْيا الْحَياةُ بِهِ اسْتَنارَتْ
أَلَيْسَ هُوَ الْحَبِيْبُ صَلَاْةُ رَبِّي
عَلَيْهِ إذا شُمُوْسُ الْكَوْنِ دَاْرَتْ
حَبِيْبٌ قَدْ تَمَلَّكَ جُلَّ شَانِي
إلَيْهِ حُشاشَتِي بالدَّمْعِ تَارَتْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق