الخميس، 30 نوفمبر 2017

خِطاب......بقلم / سليم محمد غضبان

خِطاب
إلى ثعالب هذا العصر
إلى من يرتدون جلود البَشَر
و يستعيرون ألسنتهم،
أيها المُستبِدّون،
سوف يأتي عليكم زمنٌ
ينخرُ السوسُ فيه أنيابكم،
وستخرّونَ صاغرين.
نهاركم قصيرٌ مثل ليلنا.
نحن اللذين نسألكم،
إلى متى ستُطيقونَ حصارنا؟
متى تتعلّمون؟
متى تفهمون أن لا فرقَ كبير
بين السّجين و السّجان؟
أأنتم تخافوننا أم تخافون أنفسكم؟
نَحْنُ من يكتبُ طقوسَ السلام.
نعشقُ الزعترَ و الزيتون.
صغارنا يتعلّمون حُبّ الوطن
مع حليبِ أمهاتهم،
يتعلّمون أحرف الهجاء
في حُبِّه.
و مثل صغار العصافيرِ
يتعلّمون الأناشيدَ من الكبارِ،
يقتدونَ بهدي جدودهم،
خميرةُ هذا الشعب.
نحنُ نراهن عليهم.
أرواحُ أجدادنا تراهنُ عليهم.
أما أنتم،
فسَتطحنُكم عجلاتُ عربة الزّمن،
سوف نواصلُ غرسَ الزّيتون لنقلعكم.
ما كانَ كائناً سوف يبقى
و سوف يكون.
ستنشدُ الرياحُ أهازيجنا
و تذروكم هباءً.
بالقدْرِ الذي يتّسعُ فيه الكونُ
لملايينِ الكواكبِ و النّجوم
تضيقُ أرضنا بكم.
سوفَ ترحلون.
في بلادنا يستوطنُ الحمامُ،
فهو يعشقُ عبَقَ التاريخ.

يا حُثالةَ البشرِ،
أيها العنصريون،
نَحْنُ أنصارُ قوسِ قُزح،
بوجه عُنصريتكم
نرفعُ شعارَ التّنوعِ،
نبني الجُسورَ بين الشعوب.
أمّا أنتم،
فسوفَ تقتلكم أنانيتكم يوماً.
تعوي الذّئابُ عند اكتمالِ القمر،
كَذَلِكَ تفعلون أمام دينار الذهب.
شتّان ما بيننا و بينكم.
جدُّنا الطائيُّ، و جَدِّكُم شايلوك.
نعيشُ على الخبز و الزيتون،
و تعيشون أنتم على لحوم البشر.
عندما يغزو البؤسُ البشرَ،
يبكي الأخيارُ و يضحكُ الأشرار.
لكنّ اللعنةَ سوف تلاحقكم،
تلتصقُ بكم،
طالما الأرضُ في فِراشها السماويّ.
أما نَحْنُ،
فسوف ننهضُ و نُحطّمُ نيرنا.
نحنُ أصحابُ الهِمم.
بليغةٌ هي لغتنا.
نحنُ نبلاءُ الميلادِ و الموت.
سيمرُّ الزّمنُ،
و سترقصُ أجيالنا القادمةُ على الورود.
عندما ترحلونَ
سوف نقرعُ أجراس السلام.
لا تغرّنكم الأوراقُ الصفراءُ السّاقطةُ،
ولا انحناءاتُ السنابلِ.
بئرُنا عميقةٌ،
و في جوفها أصفى المياه.
يموتُ النَّاسُ مرّةً،
و تموتون آلافَ المرّات.
ستختفونَ كالكوابيسِ
عندَ بزوغ فجرنا.
و سوف ينشدُ أطفالنا
أهازيجهم في الحقولِ،
فتسارعُ الأزهارُ في التّفتُّح.
عندها،
سوف نبني جسراً الى النجوم.
سليم محمد غضبان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق