الأربعاء، 27 يونيو 2018

" قروية بين أحضان الجبل " " بقلم : غصن البان "


هناك حيث ذاك المنزل..
في ذاك الحي..
وبين أحضان قرية الأمن والأمان..
حيث خيول تضرب الأرض عاديات ضبحا..
المسجد ينادي الله أكبر..
وجرس المدرسة يقرع..
مشعلا قنديل علم يتوهج..
في نفوس آباء وأمهات..
غزلوا من خيوط الشمس منارات علم..
هناك..
كنت أسير بخطى ناعمة نرجسية..
هادئة كما وقع المطر..
لا يثني عزيمتي برد الشتاء..
ولا حر الصيف..
أنا وأشباهي من بنات قريتي..
تطوف بنا الأماني سكرا..
لمستقبل زرعت أجنته في رحم الحياة..
أن يجب أن نكون..
وكنا..
هناك..
لم تغب عني تلك اللحظات..
حيث الطفولة البريئة..
وخصال شعر يداعبها غروب الشمس..
ميساء هنا..
وبلسم هناك..
بادية..وسكينة..
سهاد ..وسها..
عائشة..وفاتن..
ميس..وهبة..
وأمهات يتخذن الجلوس تحت أشجار السرو نقطة لقاء..
ما بعد العصر..
هناك..
تولد حيث موقد أمي والجارات..
صباحات مشرقة بنور الحب..
والجيرة الطيبة..
هناك..
مذياع أم خالد يعطي للصباح نكهة فنجان القهوة..
ورائحة خبز أمي..وموقد أم محمد يمتزجان..
ترسمان على جدران قلوبنا درسا عنوانه..
الجار للجار في السراء والضراء..
هناك..
حيث جبال قريتي..
تمنحنا عزما..إصرارا..
أن من ولده الجبل..
فلن تقهره الصعاب..
هناك..
وبين أحضان قريتي ..كانت لي أجمل الذكريات..

" قروية بين أحضان الجبل " " غصن البان "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق