الأربعاء، 27 يونيو 2018

الطّريق........بقلم الشاعرة الراقية: نعيمة المديوني


*******الطّريق******
أسير في الطّريق الطّويل
يمزّق أوتاري
عويل الثّكالى
بكاء الطّفل الصّغير
ذاك اليتيم
فقد الحنان
فقد الأمان
كفله الزّمن الشّحيح
أسير والأنين
تدفعني الرّياح
ارتفع بذاتي
حيث الأمل حلم مستتر
اتشبّث بالطّريق
كالثّكلى تمسك
الكفن
فيه رائحة التّراب
رائحة الحبيب
ينتاب فؤادي العويل
تتبعثر خطواتي
أما من دليل
أما من قلب رحيم
يجذبني الموج
الى اليمّ السّحيق
أنّي أغرق
أغرق
ضاع قنديل علاء الدين
خلا الطّريق
صَمْتُ المكان يمزّقني
أصرخ
وأصرخ
يغتال الصّمت
صَرخاتي
الطّريق يشتدّ
يضيق
صوت المؤذّن
يمزّق موت المدينة
المصلّون يهرعون
للصلاّة
همومهم كثيرة
أحلامهم كسيرة
المدينة تختنق
وانا العندليب
أغرق في الصّمت
في عمق الطّريق
أيّها المؤذّن
لا تقم الصّلاة
لا تدع الى الفلاح
اُدع الى استقامة
الطّريق
علّهم لا يذبحون الفقير
في يوم عيد
لا يشربون نخبه في خيمة
أعمدتها ذهب
مُقامة على برك من الدمّ
لا ينهشون لحمه على خِوان
الأحزان
وأنا البلبل المذبوح
استباحوا دمعتي
فخّخوا الطّريق
أسير والأنين
نبحث في الظّلام
عن القناديل
عن دم الشّهيد
نروي به الثّرى
يستحيل سلسبيل
تتفتّح زهرات الرّمان
يفوح الأقحوان
يجمعه الطّفل الصّغير
يحضنه
كأمل أشعّ وسط الطّريق
وانا صوت الأمل
أرفع راية الوطن
التحف بها
تلتحف بها
نلتحف بها
لن تسقط الخضراء
يصدح صوت المؤذّن
حي على الصلاه
حي على الفلاح


نعيمة المديوني (تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق