الخميس، 30 أغسطس 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي الشاعر الكبير محمد شنوف ..قصيدة / في ولدي حمزة ..تحياتي

قصيدة في ولدي :
حمزة...واتر الوجد- محمد شنوف
^♡^.♥.^♡^
أما كَفَتْنِي شُجُونُ الوَجْد و الوَطنِ
تْتْرَى تُدَعِّبُني بالهَمِّ و الفتنِ
*
حتَّى رأيتُ صِغاري اليومَ قدْ كبروا
شَدُّوا الرحال إلى الآفاق في ظعَنِ
*
بالأمْس أجْرَتْ مُنى قلبي ذوائبَهُ
تسْري لمُتَّجَهٍ بالحُلم مُقْتَرَنِ
*
و الأمُّ تُوْدِعُها للصُّبح يَذرُعُها
و مَا تحمّلَ جَفْنِي ذاكَ أو بَدَني
*
و كَمْ أذابَ فوادي الشَّوقُ طوَّحني
بُعدُ المكان و قيد الرُّوح في الزمَنِ
*
و اليوم ها حَمْزَتي في الجَوِّ طارَ، جَلا
يُغادرُ الرَّوْضَ مِنْ غُصْنٍ إلى غُصُنِ
*
و قدْ بدا الحُلمُ في جَفنيه مُتقدا
يهفو لصُبْحٍ جَنَى الآفاق مُؤتمَنِ
*
و العينُ في لُمَعٍ للجَيْش قد شَخَصََََتْ
 للبعد فعل رَحََى للوَجْدِ في وَهَنِ
*
ثَبْتُ الخُطا و عُيُونُ الفجر تحَْرُسُهُ
له تنير المَدى في المُهْدِ و المُتُن
*
تكادُ تَفرشُ رمْشَ العَيْنَ في وَسَنٍ
و أنت تعرفُ كيدَ الحُسن في وَسَنِ
*
تقولُ: هاتِ يَدًا ها قَدْ فرَشْتُ غَدًا
تبني المُنَى وَطَنًا و الصَّرْحُ مِنْ لَبِني
*
فمَا اسْتطعْتُ لهُ صَبْرًا أودِّعُهُ
كالضِّرْس يُقلعُ و الأوجاعُ في رَعَنِ
*
و سِرْتُ أحْبِسُ دَمَْعَ العَين في غُصَصٍ
سرعان ما انْفَجَرَتْ كالسَّيْلِ في هُتُنِ
*
وَدِدْتُ لَوْ أنَّ ذاكَ الفجرَ طاشَ بِهِ
نائي الطريق ليَوْمِ الدِّين لمْ يَكُنِ
*
لا شيْءَ يَبقى كما الإنسانُ يَألفهُ
نَثوي على الشَّطِّ و الأيَّامُ كالسّفُنِ
*
أرتادُ ذاكرَتي  كالصَّبِ في طللٍ
أكاد أبْصرهُ كالنور في دجن
*
وا خيرَ ما ولدَتْ أمٌّ على كلفٍ
للعَيْن قُرَّتَها و القلبِ و الأذنِ
*
كأن مِن فلك الجَوزاء مَطلعُهُ
كالبَدر مَبْسَمُهُ كالدُّرِّ في كُنَنِ
*
إنْ حَلَّ طابتْ بهِ الأرجاء مُرْتَكَنًا
و إِنْ خَلَـتْ منهُ حينًا غَمََّ مُرتكني
*
مِثل الغدير يجوبُ البيت يُزْهِرُهُ
للحبِّ أسْبَلَهُ نَقَّاهُ مِنْ دِمَنِ
*
كم نام من أرق التَّحْصِيل مُجْتهدًا
للصُّبح يَجدفُ في مَوْجٍ مِنَ الدُّجَنِ
*
تجَمَّعَتْ فوقه الأوراقُ و انتثرَتْ
مُعانِقا كُتُبًا صَدْرًا على ذقَنِ
*
ما غار وِرْدُه للعِرفان مِنْ مُتُنٍ
كعاشقٍ يَقتفي ليلاهُ في جُنَنِ
*
و كم غفا من ليال الأنس يسمعني
أرَنِّمُ الوَجْدَ بالأشعار من شجني
*
و هاهُنا شخَصَتْ عيناه يسألني
في العلم فلسفة و الدين و السنن
*
و هاهنا رَسَمَتْ وَجْهًا أنامِلُهُ
بِها أتَى فرحًا بالرَّسْم أعْجَبَني
*
و مِنْ هنا جاء مُحْتارًا بألبسة
تلونَتْ عَدَدًا و الفصْلُ مِنْ لَدُني
*
و أمْرُنا بيننا شورى بلا جَدل
بالقلب نَقرَبُهُ و المَنْطِقِ المَرِنِ
*
حتى الهُرَيْرَةَ ماءَتْ تستقي خبرا
عنْ مَاتع اللمْسِ و الأحْضَان و الجُبَنِ
*
هو الأبي جواد القلب في دعة
طلقُ المُحَيَّا لطيفُ الذَّوْق و الفِطَنِ
*
حُرٌّ حَصينٌ عزيزُ النَّفْسِ تَعْرِفُهُ
بَيْن الرِّفاق كَخَيْلٍ دُونَمَا رَسَنِ
*
صَلْبُ المِراس إذا ماجَتْ به مِحَنٌ
يبقى يرابط كالرُّبَّان في سُفُنِ
*
بالحِلْمِ مُرتهَنٌ بالعَزْمِ مُقْتَدِرٌ
للأفق مُنْطَلِقٌ كالصَّقْر مِنْ فَنَنِ
*
صَفْوُ السَّريرة لا تأثيمَ يُفْسِدُهُ
سَامي الهَوَى جَامِعُ الأوصاف و المِنَنِ
*
و يَسْمَعُ القوْلَ يَسْتَهْوِيهِ أحسَنُهُ
ماكانَ مَوْرِدُهُ في الخلد مِنْ دَخَنِ
*
لا يصدعُ القلبُ من صَهبائه شَغَفًا
لا يَعْتَرِي الروحَ مِنْ خَوْفٍ و لا حَزَنِ
*
يَهْوى الجَمَالَ و طُهْرُ الخُلق شافِعُهُ
يبقى يُسَبِّحُهُ بالقلبِ و اللَّسَنِ
*
و لا يُبالي به مَهْمَا غَلا فِتَنًا
إن كانَ مَنْبِتُهُ يَمْتَاحُ مِن دِمَنِ
*
سُعدى التي سكنتْ فِرْدَوْسَ خَافِقِهِ
طوبى لها كوثر الأنعام و المِنن
*
يرعاه من نَزَّلَ القرآن يحفظه
رُحْمَاك أودعُهُ في الحُضن يا وطني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق