الجمعة، 24 أغسطس 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي الشاعر القدير أحمد المقراني //عن العبودية ..تحياتي

العبودية وتجارة الرقيق ـ- Slavery and slave- trade
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" قول حكيم لرجل عظيم هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتساءل فيه ويستهجن فكرة استعباد الإنسان للإنسان ومعاملته كدابة تباع وتشترى ؟!.
لا توجد مصادر مدققة تؤرخ لبداية ممارسة الرق، وأقرب التخمينات إلى الحقيقة أن الرق بدأ منذ فجر التاريخ، وقد انطلق أولا من أحقية الأقوى في حكم الأضعف، ثم تطورت العملية ليصبح الأضعف دولة بين الأقوياء يعار ويستعار، وفي مرحلة تالية أصبح هؤلاء محل مقايضة . في 1703 م وفي سوق العبيد ـNew Calabarـ قايض التجار الرجل بـ12قضيب حديد والمرأة بـ9 فقط، ثم جاءت مرحلة البيع بالنقود. استغل المستعبدون(بكسر الباء) ضعف وانكسار المستعبدين( بفتح الباء) فتصرفوا فيهم كما يتصرفون في المتاع. تعرض المستضعفون والفقراء ومن ليس لهم سند من قبيلة أو عشيرة ومن يقعون أسرى في الغارات والحروب، وأيضا من يصطادون ويقادون عنوة إلى أسواق النخاسة بغرض التجارة إلى أبشع أنواع العذاب.
عرفت العبودية منذ عهد بعيد وقد أصبحت واضحة في عهد الفراعنة حيث سخر الآلاف لجر الصخور ورفع الأتربة لبناء الأهرام والعمل في الزراعة وخدمة العائلات الموسرة، وقد كان سيدنا يوسف من ضحايا هذه العادة الشائنة.على العموم فإن كل الحضارات القديمة مارست الرق بشكل أو بآخر.في العصر الجاهلي نمت تجارة العبيد وأصبحت مجالا للتفاخر، مورست كل أنواع التمييز على العبيد. شداد العبسي لم يعترف بابنه عنترة لأنه ابن أمة، ولم يتخلص من عبوديته التي أورثته إياها أمه إلا بثمن.
عمل الإسلام على الحد من الظاهرة وقد بشر محررو الرقاب بحسن الثواب. آيات كثيرة تحث على نبذ الرق وتحرير الرقيق.
خبا وهج الرق لفترة كان يبدو محتشما، ولم يبق واضحا إلا حالات قليلة وقد أخذ أشكالا جديدة كإلزام المدين بقضاء الدين في خدمة صاحب الدين وغيرها.
مع توسع الإمبراطورية البريطانية واحتلال ممتلكات واسعة ،وأصبحت الحاجة إلى اليد العاملة ملحة أوعزت إلى المغامرين كي يبدأوا العمل. ففي سنة 1619م رست أول سفينة هولندية قادمة من سواحل غينيا ، وأفرغت شحنة من العبيد بغية بيعهم للعمل في مزارع التبغ والقطن وقصب السكر .تلاها المزيد والمزيد، وبحلول سنة 1776 م كان في الولايات المتحدة ألأمريكية لوحدها ما يربو على نصف مليون من العبيد السود.كان المستأثر الأكبر هم البريطانيون حيث كانت تبحر من الموانئ البريطانية 192 سفينة بسعة إجمالية تبلغ47 ألف عبد،وعند اشتداد الطلب على اليد العاملة أصبحت العصابات المختصة تغير جهارا نهارا على القرى والمداشر لتخطف ما تصل إليه من أطفال ونساء وشيوخ وشباب. بلغ عدد العبيد في أمريكا في منتصف القرن التاسع عشر حوالي 4 ملايين عبد أغلبهم في الولايات الجنوبية،عائلات بكاملها استعبدت وأصبحت مسخرة لكبار الملاك والأثرياء للعمل في مستنقعات الأرز ومزارع القطن والتبغ والسكر ومصانع التحويل لهــــــــــذه المنتجات، و كخدم في منازل الملاك الكبار. معاناة لا حد لها من يوم مغادرة الوطن إلى يوم الدفن .عدة أطراف شاركت في معاناة هؤلاء، حتى بعض حكام ممالك ودول أفريقيا الذين سهلوا بيع مواطنيهم؟. استهجان الولايات الشمالية لفكرة الاستعباد شجع الكاتبة هارييت بيتشر ستاوـHarriet Beecher Stowe ـ على نشر كتابها المشهور كوخ العم توم ـ Uncle Tom's Cabinـ الذي حملت فيه بقوة على الا ستعباد ودعت بصراحة إلى وقف المأساة.هذا شجع الشماليين على الجهر بالمعارضة كانوا يرددون وهم يدلون بأصواتهم لانتخاب أبراهام لنكولن : "العبودية يجب أن تنتهي بأي طريقة"ومع إن لنكولن حاول تحرير العبيد إلا أن هؤلاء بقوا في الدرجة الدنيا من السلم الاجتماعي ، ولا زالوا إلى اليوم. أمريكا ومن مارس معها هذه التجارة من قبل غيروا التكتيك وأصبح الاستعباد بأساليب جديدة.
28/09/04أحمد المقراني

خادمة زنجية لدى إحدى العائلات الموسرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق