الاثنين، 27 أغسطس 2018

أحلام العذراء*..........بقلم الشاعرة : نعيمة المديوني


****أحلام العذراء*****
أيتها الامواج المجنونة
الرّاقصة على أوتار الأنين
اصمدي على مرّ السّنين
علّميني كيف أنساب في
شريان الحبيب
كالنّهر الخصيب
داعبي اللحن العنيد
يتجلّى كعروس
يتهوْدج في حبور
يطأ الرّوح
نستقبله بأكاليل الزّهور
فقد طال الرّحيل
يسكن التّجاويف
يصير بها مفتونا
يقدّم لها زهر الياسمين
عربون ودّ
يداعب وجها كالقمر
ينير
فيه الحنان كثير
أيتّها المجنونة
ضمّيني
اجتثّي أنيني
كرِهتْ روحي الرّجم
بشهاب من صقيع
مُصارعة الأوجاع
أضنت مقامي
زعزعت أحلامي
سكنها داء أليم
هجر الأحبّة
مرّ وأمرّ منه أوجاع وطن
ضرير
يشقّ دروبه في الغاب
أدغالها تمزّق الأماني
تمزيق السّباع لفريسة
ببطىء تسير
أيّها اليمّ العظيم
ضمّني
اعتصر ما بداخلي
من أنين
هجرتُ أحلامي طوعا
وأدت دمعا عبر السّنين
يسيل
جئتك أرنو رحيلاَ
بين أمواجك
أبغي سفرة قد تطول
تفصل أوجاعي
عن ُمحال
صعب المنال غرير
تغتال أشباحا سوداء
استوطنت مدينتي
وطاب لها رسْم الغدر
والعار أنّ تسير
مُسرعة تشعل الفتائل
يسيل الدّمع
ويكثر العويل
أصرخ
ويصرخ معي الطّفل الصّغير
تنطلق في الدّجى
صفائر تنعي استشهاد الأحلام
تحت أقدام الطّغاة
فأين نسير
يدان مرتعشتان يداريان
خوفي
قد تطول السّنين العجاف
ويحلو النّوم في أحضان
الكوابيس
أجري
هنا وهناك
حافية القدميْن
أبحث لي عن حضن رحيم
حطّ الزّمان رحاله على
شاطئ الصّمت
يبغي وصلا
ووصل الحبيب عسير
عسير
تمرّدت على الأعراف
على أصوات الغربان
تنعق داخلي وتصيح
عودي
لاتركبي الأيّام جُسورا
تصلّبت قدمايا
تجمّد فيَّ الدّمع والدّم
وخلتُني في الرّمس
أنعم وأستريح
أيا عمري الغريب
عنّي وعن سرّي الدّفين
ناديْتك
أغريْتك
قدّمت اليْك القرابين
تعال
نهجر الماضي الحزين
نبتعد عن الأنين
نزرع النوّار أنّ نسير
نرسم القبل على شفاه
الزّمن
نداري الجراح
ندوس بالأحلام العذراء
على النّار والسّعير
تعود البسمة الى العنيد
تكتسي الأيّام بثوب العيد
تعود براءة الطّفولة
أداعب خلّي
ترتسم الفرحة في
الوجدان
نتراشق بالنّوار
وفوق التّلال ترفرف
راية الأوطان


نعيمة المديوني (تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق