الجمعة، 31 أغسطس 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي الشاعر الكبير محمد دبلي الفاطمي.. قصيدة سهر العيون ..تحياتي

سَهَرُ العُيونِ معَ الكِتابِ تَقَرُّبُ

دَعْ نورَ عقْلكَ بِالضَّلال مُقيَّدا***وأخْترْ لِنَفْسِــــــــكَ أنْ تَعــــــيشَ مُجَمَّدا

مَسَخَ التَّخَلُّفُ بِالهَوانِ شُعوبَنا***وأَذاقَنا مُرَّ الزُّعافِ وعـــــــــــــــــرْبَدا

تَحْلو الحَياةُ لِمَنْ يُغالطُ نَفْسَهُ***وَيَظُــــــــنُّ أَنّهَُ بالقُــــــــــشورِ تَجَــــــدَّدا

وَلِمَنْ يُنافِقُ كاذِباً وَمُراوِغاً***فَتَراهُ في وَسَــــــــطِ الرِّقابِ مُــــــــــسَيَّدا

أعْمى الضَّلالُ عُقولنا وقلوبنا***وبِجَــــــعْلنا في المُفْلِســـــــيــــنَ تَوَعَّدا

////

مأْساتُنا بِخُطوبِها تَتَكَرَّرُ***وَبُطونُنا منْ جوعِها تَتَـــــضَــــــــــــــــــوَّرُ

نُمْسي وَنُصْبِحُ كَالعبيدِ بِأُمَّةٍ***نَبْكي على نَهْبِ البِلادِ وَنَصْــــــــــــــــبِرُ

والحائِزونَ على الشَّواهِدِ جُلُّهُمْ***نَزَلوا أمامَ البَرْلمانِ تَجَمْـــــــــــــهروا

نَحْيا بِلا أَمَلٍ يُنيرُ مَصيرَنا***واللَّيلُ يَزْأَرُ والهُمـــــومُ تُزَمْــــــــــــــجِرُ

لا حَلَّ يُمْكنُ أنْ يُحَرّرِ أُمَّتي***إلاَّ النِّضالُ المُسْــــــتَمِرُّ الأَحْــــــــــــمَرُ

////

كُنَّا نَظُنُّ بِأَنَّنا نَتَـــــــــــقَدَّمُ***ومِنَ التَّــــــجارِبِ والنُّهــــــــى نَتَـــــــعَلَّمُ

حَتَّى إذا انْقَشَعَ الغُبارُ وَجَدْتنا***مِنْ بُؤْسِنا وَخُــــــطوبِنا نَــــــــــــــتَأَلَّمُ

وَإِذا الأَمانَةُ ضُيِّعتْ في معْشَرٍ***ضَلُّوا الطَّريقَ بِما رَأَوْا وَتَوَهَّـــــموا

وغدوا ضِباعاً في اكْتِساب مَعاشِهِمْ***فيهمْ طِباعُ جُنوحِهمْ تَتَـحــــــكَّمُ

تَرَكَ التَّخَلُّفُ في عُقولِ شُعوبِنا***رٍجْسا كبيراً والمَصائبُ اَعْـــــــظَمُ

////

سَهَرُ العُيونِ معَ الكِتابِ تَقَرُّبُ***والعلْمُ عِنْدَ ذَوي العُـقولِ مُحَــــــــبَّبُ

أَوَلَمْ تَرَ الأُمَمَ التـــــــي بِنوالِهِ***رَقَّتْ تَعَلُّمها فَطابَ المَكْــــــــــــــسَبُ

صَنَعتْ بِما ابْتَكَرَتْ مَواهِبُها التي***دَلَّتْ على أَيْدٍ تُجيدُ وَتَكْــــــــــتُبُ

مِنْ راكبٍ ظَهْر الرِّياحِ وَرائِدٍ***عَبَروا الفَضاءَ وَبِالعُلومِ تَرَبَّـــــــبوا

فانْظُرْ إلى الأَقوامِ كَيفَ سَمَتْ بِهِمْ***تِلْكَ المَراتِبُ للْمَعارِفِ تُنْسَـــبُ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق