الجمعة، 24 أغسطس 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي الشاعر القدير.. أحمد المقراني ..قصيدة الشعب والحياة ..تحياتي

الشعب والحياة
أبو القاسم الشابي شاعر الأمة ولسان الحرية والهمة،من مقامه العلي  ونور أعماله الجلي، أرادت روحه أن تطلع على ثمار ما زرع وآثار ما صنع، وهو الذي نظم قصيدة إرادة الحياة، التي تغنى بها كل من نطق الضاد،  وكانت انبراس للأمم المضطهدة،  والدليل للخروج من الهم والوهدة. ظنت الروح أن الزرع الذي أفلحه قد نضج ثمره  وآتى أكله. قصدت السوق وهي لا تسبر أغوار قومها إلا من خلال التجمعات .سارت الهويناء، تتأمل المشاهد والمناظر، التي  لم تزد شيئا عما كانت عليه منذ عقود،  بل البعض تدهور وكبا. لفت انتباهها تجمعا في إحدى ساحات السوق، سمعت هرجا ومرجا تصفيق وصياح وتهليل،  وكان أغلبها إعجابا وإطراء. تقدمت ورفرفت فوق الجمع لترى الحاوي وقد سرح افعى الكوبرا،التي انتصبت في وسط الجمع واستنفرت وبسطت عنقها وتمايلت على نغمات النشيد المنبعثة من حنجرة الحاوي على وزن دقات الدف. تعجبت الروح لما سمعت قصيدتها إرادة الحياة قد حورت وحولت  ونقحت،  فلم تعد تحكي الصمود والعزة، بل العجز والانكسار والهزة،
الجماهير تتوافد وتتدافع وإليه تسعى،  والدنانير تتهاطل بغزارة على بساط الأفعى،  والأكف بالتصفيق تلتهب، والحناجر تهتف وتترنم وتطرب، مما زاد الحاوي دفعا .ويمكن متابعة  القصيدة التي أصبحت تحكي أوضاع الأمة وأفكار شعوبها
إذا الغاشي  يوما أراد الحـــياة°°°فلا بد أن يتلافى الخــــطر1
وحينها فاللـــيل سوف يطول°°°فلا النجم بـــاد يناجي القمر
وترتـــــــــاب الأم في نجلها°°°وليدها صار نــــذير الخطر
وما الأم إلا ربوع يعــــــاق°°°وليدها خبٌّ أصـــلاها الجمر
وحينها يسلب الجار حرمته°°°يحل التبـــــاغض يولى الدبر
وحين الشعوب تضيع الظّهير°°° فالوحدة دوما للنصر ممر
هناك يسود الطـــــغاة البغاة °°° يذل الكريم ويصلى السّعر
آمال الأحـــرار غدت حلما °°° أماني الشعوب بهم تنــــدثر
تكم الأفـــــواه إذا صرخت °°°وضجّت بها النازلات العسر
فهذا قتـــــــيل وهذا سجيــن°°°وهذا تهيــــــــأ له أن يـــــفر
وامسك الطاغي بحبل الغريب°°°وصار عجيــــنا به يُؤتمر
وكل المصــــــــائب لما يغيب°°°رص الصفوف،ألا نعتبر؟
                                °°°°°°°
وواصل الســـــــــرد لما بـدا°°° قبولا من القوم غلَّ الـدُّرر
دنانير سحـّـت ولا في المنام °°°وإطراء فاق قطوف الثــمر
وضجّت الساحة عجّت غثـاء°°°وغصّ الطريق بجمع البشر
الدفُّ له الفضـــل في جمعهم °°°العزف كفيل بمحو الضجر
وأقبل الشرطي  يشهر عصاه°°°تفرّق الجمـــــــع شذر مذر
هناك انثنى الروح يجر أساه°°°على الزرع فيه الـجراد انتشر
رفرف الروح بجناحه المهيض بوضع الأمة المريض وجهته مثواه  يجر وراءه آلامه وأساه.  أحمد المقراني.
ملاحظة :لمزيد الفائدة الرجاء الإطلاع على قصيدة الشابي (إرادة الحياة) ـ   (1)غثاء السيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق