الثلاثاء، 30 يناير 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي الشاعرة المبدعة والأديبة فريال حقي.. قصة قصيرة الإلتجاء إلى المغارة ..المحررة الشاعرة ميسم بارودي / تحياتي القلبية


الأديبة فريال حقى تكتب لكم : ..................... ............ .... قصة قصيرة . العنوان. الإلتجاء إلى المغارة / إتكأ عمر بجانب جذع الشجرة و سرح بمخيلته بعيدا .شاهد أمامه سحابة صفراء تغطي السفوح المنحدرة بإتجاه نهر الفرات .محدثا نفسه : نحن نعيش في عالم مآساته الإيمان. . الزمن عصيب هؤلاء الأوغاد أتوا من شتى أصقاع العالم إلى ال قة الحبيبة . ليشنوا حرب إبادة منظمة و تدمير مبرمج للشعب السوري العظيم و لتراثه و حضارته. آه ما أصعب أن تهوى وطنا لا يمنحك الآمان . فالحر يتلظى أسى و تدمي المحاجر .فحب الوطن عقيدة و هوى الأوطان عبادة . إتجه إلى المغارة .سمع نداء حفيده يصيح بصوت عال طائرات الأعداء جاءت .و أخوته هربوا بسرعة البرق ليغيبوا في أعماق المغارة طلبا للنجاة . الجد يلف حفيده بين أحضانه و يطوقه بذراعيه الخشنتين .أنتبه يا صغيري أذهب إلى أمك . أني أسمع طلقات من المدفعية تنطلق. و الطائرات تشق عنان السماء بصراخها الحاد و أصواته المزعجة . إبتعد الصوت تنفس الشيخ الصعداء . أخرج علبة الدخان .لف بين أصابعه لفافة تبغ . أخذ يسحب منها سحبات متتالية و كأنه أراد أن يطفىء حريقا مشتعلا في صدره . و بركانا يغلي في دمه .و بحنان بالغ راح ينظر إلى أحفاده الصغار وقد شحبت وجوههم و ضمرت أجسامهم .كادوا يذوبون هلعا و فزعا .بعد أن إلتهب الغمام و تساوى النور بالظلام . هذا الزمن موبوء بالأوباش و بالعلوج و بالأفاعي .جاءوا بالسماء صواعق .فليلهم يدور رعبا و ذعرا و نفح الحياة للأشلاء .أطفال سورية ينادون أمهاتهم بجوف الليل في اللحظات الأخيرة .فحاربهم الصدى لأن النخوة ذبحت بلا إحتشام. لا تخافوا يا أحفادي . اليوم سأعود للرقة لأجلب لكم التمر و المؤونة قلل حضور الأوغاد . و أن مابقي عندهم من الطعام أوشك على النفاذ . وصل إلى الرقة فوجدها خاوية على عروشها الخراب يعم كل شيء . أكفهر وجهه و تملكته الحيرة . و شعر بان قدميه لم تقويا على الوقوف .إتجه إلى داره هناك تحت أرض الحوش أخرج البندقية ووضعها فوق كتفه وحمل بعض المؤنة لأحفاده أغلق باب داره متجها للمغارة و هو يردد الله و أكبر . تجول في السوق بحذر ليبتاع الأرغفة . و تطايرت أشلاؤه بشظايا دبابة كانت متوقفة على مفترق الطريق .و الإبتسامة تغمر شفتيه و هو يعلن للعالم بأن المقاومة باقية حتى ولو كانت بصدور عارية . الأديبة فريال حقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق