الأربعاء، 24 يناير 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي /الشاعر والاديب الكبير عاطف عبد الله.. / ثقافة الفكر وفكر التثقيف ..المحررة الشاعرة ميسم بارودي / تحياتي


(ثقافة الفكر وفكر التثقيف) ........................... بقلمي الكاتب ( عاطف عبد الله ) نأتي الي الدنيا أحرارا بعقول نظيفة كالمرآة.. حين تصيح حناجرنا بصرخة الحياة بعد طردنا من أرحام أمهاتنا ...لنبدأ المعاناة في مواجهة حياة لم نشأ أن نكون من بين ضحاياها أو من غلال رحاياها ...ثم تبدأ الأيام في التتابع لتصنع الأعمار ..هنا يكون الطفل منا مهيئا لاستقبال كل ما يراه أمامه أو يسمع صوته أو يحسه أو يتذوقه أو يتعلمه بعقله الذي يكون مستعدا لهذا الغزو الفكري والثقافي من كل مايحيط به من عالم الاسرة والألعاب ووسائل الاعلام والتعلم المختلفة وتلك المرحلة هي الأخطر في حياة الطفل وهي مرحلة الرضاعة.. ثم مرحلة الفطام والكلام.. ثم مرحلة الحضانة ..تلك المراحل الثلاث هي الأهم في تاريخ الانسان ..لانها تحدد هويته الدينية وشخصيته السوية من خلال البيئة التي يعيش فيها كمجموعة تثقيفه تزرع فيه كل خصاله التي ستنبت معه فيما بعد ..من أسرته وأهله وعشيرته والشارع الذي ينزلف اليه مع قرنائه ثم معلميه في حضانته ...ان الطفل في تلك المرحلة السنية أشبه بعجينة سهلة التشكل كما نريد ...والسؤال الذي أستطيع طرحه بكل سهولة للقارئ العزيز: ( هل الطفل الذي ولد في بيئة صالحة دينيا واجتماعيا وصحيا وتعليميا أفضل ..أم ذلك الذي نبت في بيئة تنقصها احدي تلك الأسس أو اتنتين او ثلاثة أو كلها أفضل ؟؟ ) بكل تأكيد الاجابة ستكون بأن الطفل الأول هو الأوفر حظا ودونه يكونون تعساء ..اذن فنحن من نمتلك تثقيف الفكر لدي اطفالنا ولو تلاحظ عزيزي القارئ بأنني لم أذكر مطلقا شرط وجود الغني في الأسرة فكم من أسر كانت غنية ونبتت منها شياطين ملأت الدنيا شرا وعاثت في الأرض فسادا ..وكم من أسر فقيرة أخرجت لنا عباقرة ملأوا الحياة سعادة بفكرهم وأعمالهم وآثارهم التي تتوارثها الأجيال المتعاقبة ..ان ثقافة الفكر تعتمد علي عقلية المربي أو المعلم ..من هنا تطفو الي السطح مشكلة المعلم الذي يبني حضارة والمعلم الذي يهدم حضارة.... وما بين (المعلم بضم الميم وكسراللام المشددة ) ...و( المعلم بفتح الميم وتشديد اللام المكسورة ) فرق كالذي بين السماء والأرض ضمة ازالتها فتحة فصنعت جهلا ...وفتحة ازالتها ضمة فصنعت علما ....اذن علينا بصناعة الضمة فوق ميم المعلم حتي نبني جيلا ينهض بالأمة بدلا من أن تنفتح علي مصراعيها للجهل والتخلف والتردي حتي لو تشبعت وتثقفت بأسباب المدنية المتحضرة ...ان ثقافة الفكر تبدأ في الصغر ورحم الله أجدادنا حين علمونا مثلا غاليا وهو ( التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر ) ...( ومن شب علي شيئ شاب عليه) فهيا بنا نثقف صغارنا بنقش القيم والمبادئ والمثل العليا فيهم عن طريق صنع معلم صالح مثقف واع يثقفهم فكرا انسانيا يفجر فيهم طاقات الابداع والتألق مع حسن الخلق ..وليس تثقيفا ماديا يخلق فيه الأنانية والطمع والجهل الانساني بالرحمة بكل من حوله ومعاونة الغير ان ثقافة الفكر تقتضي منا الابتعاد كل البعد عن التثقيف العقيم الذي يبني العقل الآلي ويهدم الانسان في داخل كل فرد فينا ********************************* تحياتي لكم من القلب الكاتب والشاعر عاطف عبد الله .................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق