الثلاثاء، 30 يناير 2018

كيف الطريق إلى الأحباب تختصر........بقلم الأديبة القديرة / فريال حقى


قصة للأديبة / فريال حقى
.. .. . .
قصة قصيرة .العنوان . كيف الطريق إلى الأحباب تختصر/ إن أصعب الأشياء .أن يسترجع المرء لحظات الوداع الأخيرة .لقد فقد عادل شريانا عزيزا .لا من شريان القلب و حسب . بل من شرايين حياته كلها . بفقدان والده إثر غارة جوية على مدينة الرقة السورية . فيا لفداحة المصاب . و را لقساوة القدر . وما أقسى الجرح على الجرح . وقف عادل واجما يصرخ بأعلى صوته . يا أبي دون أنفاسك يموت قلبي .فلا تتخلى عني . أشهد في لون جرحك إن هذه هي الشهادة .و أشهد في حزن موتك إن هذه هي الولادة .إرتعش الدمع بأحداقه. وتجدد منجل الرعب المحاصر . و صار سيف الريح شاهده باب الشمس .حضن ذراعيه . و فاضت عينيه بالدموع. حين يفقد الإنسان غصنا . و يطير عصفور .ستفقد الجوارح فرح الحب و تتحول الخضرة إلى صفرة قاتمة . و يتوقف نشيد الحياة في أوصال الأرض. إحتضن والده بين ذراعيه بقوة . و شعر بأن العالم قد تخلى عنه . و فكره غائب في دنيا كأنها لا تمت إليه بصلة . و بدا كقمر مسافر دون ربان ولا ميناء الآن سكن الصمت المكان . ليمر من همسة لصرخة السكون .و لا يسمع إلا لغات الوداع .هذا الوجع المتبقي في ديار العمر .ينتظر مواسم الفرح المؤجل في دفاتر الريح . فالذكريات في زمن الملح لاتنبت الإقحوان الجميل . إنتفض من نومه مذعورا يتفصد عرقا .وهو يردد وداعا يا أبي .أرقد بسلام لحين الملتقى . برحيلك ليس لي من أطوقه بعد الغياب .و ما في الحي منتظر. كيف الطريق إلى الأحباب تختصر
الأديبة فريال حقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق