السبت، 28 أبريل 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي.. الشاعر الكبير علاء نعيم الغول.. قصيدة توسلات المحارة… المحررة رئيسة المجلة الشاعرة ميسم بارودي/ تحياتي

توسلاتُ المحارة
شعر: علاء نعيم الغول

عند اللقاءِ نمدُّ أيدينا وتحترقُ المدينةُ تحت
 أقدامِ الجنودِ وبعدَ فتحِ النافذاتِ نحنُّ
 للموتى وننظرُ في السماءِ فلا نرى شيئاً
 ونعجزُ عن ملاحقةِ المدى أتفقدُ الأشياءَ
 من حولي وتدهشني حكايتُكَ الغريبةُ
أيها القلبُ الذي فتحَ الممالكَ واستباحَ
حمى الخرافةِ واستجرتَ بلؤلؤاتِ البحرِ
 أنتَ فتنتني بتوسلاتِكِ للمحارةِ أنْ ترافقنا لقاعِ
 الملحِ كيف عبرتَ سلسلةَ الجبالِ وأنتَ وحدكَ
 في الصقيعِ تجرُّ فرْوكَ مثل سنجابٍ صغيرٍ واقتربتَ
 من الكهوفِ لتختلي بالوقتِ أيضاً فامتنعتَ عن
 الحوارِ مع الطبيعةِ وانتهزتَ خطيئتي في الحبِّ
 فاستعذبتَ تبريرَ استهاناتِ المدينةِ بي لهذا أيها
 القلبُ المغامرُ سوفَ تلحقكَ الدروبُ ولن يظلَّ على
 الطريقِ سواكَ كلُّ العابرين سيتركونكَ تحرسُ
 الماضي وتكتبُ عن مزاراتِ الطيوفِ وأنتَ وحدكَ
 تحتسي عرقَ الغيابِ ولعنةَ الفقْدِ التي ستكونُ
 ملهمةً لهذا الشِّعْرِ فاكتبْ ما تشاءُ ومَنْ سيقرأُ كلَّ
 هذا والذين تحبهم يتساقطونَ كما الفراشاتُ
 الضعيفةُ كالوريقاتِ التي مست شفاهَ الأرضِ
 فاختلطتْ بماءِ الفجرِ هذا الوقتُ يا قلبي يضيقُ
 بنا فحاولْ أنْ تجربَ معبراً نجتازُهُ للبرِّ هل أنتَ
 الذي ألقى ببوصلةِ المكانِ ولم تعُدْ في قافلاتِ
 الوردِ والريحِ الطموحةِ أنتَ قلبٌ تدعي ما لستَ
 تعرفهُ وتدفعني لأصبحَ بوقَكَ المفتوحَ للتضليلِ دعنا
 الآن من هذا وقلْ لي كيف طعمُ الجَوْزِ في الشوكولا
 هلِ البيضاءُ أشهى حيثُ أعرفُ أنها تختارُ (ليندورْ)
 لم أُجَرِّبْها وهل دولاراتُنا تكفي للوْحٍ واحدٍ
 فأنا أفضلُها مع (الموكا) وتأخذُني اسطواناتُ
 الأغاني للبعيدِ من التخيلِ يومَ كنتُ ملائماً
 للحبِّ أفضلَ هذه الشوكولا تلائمُ ليلةً غيماءَ
 تمطرُ في هدوءٍ رائقٍ كجهازِ صوتِ (كروسلي كروزَرْ)
 إذْ يلوِّنُ صوتُهُ دفءَ الوعودِ ورغبتي في أن يكون
 لقاؤنا قبل الغروبِ بموجةٍ يا قلبُ هل ما زلتَ
مضطراً لتصبحَ واحداً ممنْ لهم أسماءُ أخرى تستعينُ
 بها على هذا الرحيلِ مؤكدٌ سيذوبُ في شفتيكَ طعمُ شفاهها
 أم نكهةُ الشوكولا وصوتُ الليلْ.
السبت ٢٨/٤/٢٠١٨
قلب المسافر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق