الأحد، 20 مايو 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي /الشاعر الاديب الكبير حامد الشاعر ..قصيدة رسالة الى العشيقة ..المحررة الشاعرة ميسم بارودي/ تحياتي

رسالة إلى العشيقة
لا أعرف ما الذي جذبني إليك
و شدني بقوة اتجاه قفصك الذهبي
لكي أكون فيه  طائرا مغردا
فنعم السجن و السجين و السجان
و بئس هذا الزمان الذي لم تشأ
أقداره أن نلتقي من قبل
قد كان حديثك معي ذو شجون
يا جميلة الفنون
يا ساحرة العيون
و أطربني و صرت العاشق الولهان المجنون
و بك المفتون
لقد وجدت فيك فتاتي  المثالية و الملهمة
بنت الأشراف
الكاملة الأوصاف
الجميلة الألطاف
و اللينة الأعطاف
لحد الاسراف 
و ما جعل نفسي الغريقة
في بحور عيونك العميقة
و تهوى في أمكنتي و أزمنتي السحيقة
سوى  أنك في حسن  الجمال الأنيقة
و في زين الدلال الرشيقة
وفي فن الجلال ممشوقة القوام الدقيقة
و أصبحت في دقيقة
متصوفا بعدما كنت متطرفا يا أيتها العشيقة 
في مذبح العشق  صرت في أجمل فداء  دمي المريقة
و حتى كتبت على كعبة العشق العتيقة
أحلى و أغلى و أعلى وثيقة
و سكنت في قلبي كما الطيور الأنيقة
تسكن في البيوت العتيقة
يا حبذا لو تكونين شريكة حياتي
بعدما صرت أجمل و أفضل عشيقة
و كوني على سبيل المثال
في عالم المثل قصة جديدة حقيقية
ليس في الخيال هذه المرة
بل في واقعي  حقيقة
كل ما مضى كأنما
من حياتي مضى في دقيقة
ثقي بي أقول الحقيقة
فأنت الأم و الزوج و العشيقة
 و الأخت و البنت و الصديقة
 بقلبي لما عثرت عليك
بعد سنوات تيهي و ضياعي
شبت الحريقة
أنت قمر بهي مشع أطل علي
من شرفات الكلمات بأحلى خليقة
و شمس أشرقت بداخلي قبل شروقها
بعالمي الخارجي و هذه هي الحقيقة
و كنت لروحي توأما و لنفسي  الشقيقة
و قولي حي على الفلاح
و كوني  بدرب الكفاح معي الرفيقة
أريد أن أكمل نصف ديني يا أيتها العشيقة
و كشقيقة النعمان أنبت في روضة قلبي
و كنت فرجا قريبا لتلك الضيقة
و كحمامة السلام البيضاء الأنيقة
في الليالي السوداء بجو فكري الطليقة
وقبلك كنت أمشي في طريق الآلام و لي طريقة
كالطفل المعاق و نوائب الدهر لي المعيقة
و نذبح عجلا حنيذا بعرس الهوى
و نهدي بمولوده العقيقة
من فانوسه الفايسبوك الأزرق
كمصباح علاء الدين
خرج  لي عجب عجاب
و ظهرت لي فتاة حسناء و هيفاء و غيداء
 من حيث  لا أدري
يسر وجهها الناضر
 كل من إليه ناظر
تقول لي ربيع  أمرك و نهيك مستجاب
و كأس هواك  دهاق و مستطاب
و ما عرفت لحد الآن أهي إنسية أم جنية
و كمياء الحب في جسدي الأصيلة
و جينات الشعر في روحي الجميلة
سحرني في أول حوار معك
كلامك المنمق
 و المزركش  بالحبق و العبق
يقيس حرارة القلب كالزئبق
و سحرني و فتنني صوتك الملائكي
الذي قلبي مني سرق
و لما رأيت وجهك الحسين
كالنور المبين
قلت  في صدري الحزين
دعاء الرجاء و قلت اللهم أمين
فسبحان الذي سواك
 في أحسن و أجمل صورة
و عدلك و ركبك
  فجرى دم العشق في الوتين
و كنت شهرزاد التي أنقذت شهريار
من جنونه و غفلته و كنت آخر
جزيرة يزورها سندباد
لك أبهى و أحلى حلة
و أشهى و أعلى طلة
و أزهى و أغلى ملة
تزدهي  كأجمل فلة
و كنت كطفل يزهو و يلهو مع أجمل طفلة
لعلي في هذا البوح الصريح
أحظى بالمتاع الحسن المريح
و بنظرة سرور و رضا من ذاك الوجه المليح
 و الصبيح
ومعك في الدارين كملاك على الأرائك أستريح
فأنت أروع ما  الزمان في الحياة الطيبة يتيح
هذا العشق الباريسي يملي و يسلي
و أيام العمر كالسكر يحلي
و لا يمكن عنه و عنك التخلي
و ينقلنا على بساط الريح
إلى عوالم فريدة شتى
كل السعادة أن يعشقك شاعر
و كل الشقاوة أن تحبي شاعرا ما
أيا حبذا لو أكون المرزوق بك
و أحظى برزقي الحسن يا جميلة المحيا
و يطيب العمر و المحيا
و يا حبذا لو كان لي حصان
كحصان طروادة
لأدخل به إلى حصونك المنيعة
لقد جاءني يا بلقيس قلبي
هدهدي من سبأ الهوى
بنبأ اليقين
و لسوف أفتح كطارق ابن زياد
أندلس قلبك و تكونين الفردوس الموجود
لا المفقود و أكون مثله الطفل  المحمود
من رحم السعادة لا المعاناة المولود
و تضاء لي شموعي في ليلة الميلاد
و أدخل  كمخلص أرض المعاد
في أجمل ميعاد
و سوف أكتب قصة أخرى أروع
من ألف ليلة و ليلة بطلتها الجميلة أنت
و بطلها أنا الذي يحارب طواحين الهواء
و يمثل معه الزمان دور الكومبارس
و سوف نكون مثل كيلبوبترا وأنطونيو
نشرب  سم  الهوى في جحيم النوى
و نحيا في نعيم شديد الركن و القوى 
وجدت نصفي الآخر و شريك عمري
و على عرش قلبي توجتك يا بنت السلطان مليكة
لها الصولة والصولجان
و كللت رأسك بتاجي و يدك بديباجي
بملك مجدي  أبدي 
كليل  سرمدي و ألبستك ثوب السعد في أمدي
و كنت عروسا أول مرة رسمت ملامحك في
خيالي و أحلامي
و ثانيا و أخيرا في واقع أيامي
لقد كنت غريقا في بحور تيهي و سرابي
و عذابي و مصابي
حتى رأت تلك الجزيرة التي تسبح
بين أمواج شطآنها أجمل حورية
شاعرة و ساحرة و طاهرة
فبذلت كل جهدي
لعله لا يخيب قصدي
ها أنا هنا أجلس على كرسي الاعتراف
أما راهبة الفكر و الشعر
لأعترف بكل خطاياي و أقول لها
لن أتوب من خطيئة الحب
لعلي ألقى عفوا شاملا
معه تتجدد عافيتي
و أعلن بصراحة بداية عبوديتي
و نهاية حريتي
أريد يا قديستي
على يدك المباركة الطاهرة النقية
أن أتوب من جميع ذنوبي
بدنيا الدنايا و الخطايا
و أريد أن أبدء حياة جديدة
كقديس مثلك
فأنا إنسان
  قد يصير شيطانا
  عاصيا و ماردا ومارقا
فاجعليه مثل الملاك
بأجنحة السعادة يطير
و لا تجعلي رياح القدر العنيدة 
و الفراق الشديدة
تكسرها
على يدك تعلمت معنى العشق
و أطربني مغنى الشوق
و كنت كشيخ في زاوية الحب
و أنا المريد 
يريد المزيد
و صرت قرة العين و سلوة النفس و طب الروح
و مرضية عندي و أرجو أن أكون مرضيا
عندك ووليا صالحا و حبيبا حميما
لا أحزن و أخاف و أضل و أشقى
جمعت حسن العقل و الأصل و الشكل
و كنت في ربيع الجمال يوسفه
و كنت هذه المرة كمثل  زليخة التي شغفها حبا
و معي نسوة مصر و دنيا بأسرها
قطعن أيديهن و قلن لما رأين
حسنك الزاهي و الآسر الساحر
حاشى لله أن يكون هذا بشر هذا إلا ملاك كريم
و سجنتك في سجن قلبي
وكنت من شهود
حسن الجمال
و تمام الكمال
و جلاء الجلال
و إغواء و إغراء الدلال
غشيت عيني بسحر حسنك
حتى أصابها العمى
في حبك تجلت أسرار و أنوار
و غيرتي قدري يا قمري
و كنت أبحث عن ضالتي
 في صحاري تيهي لا أرى إلا سرابي
فكنت مطرا غزيرا سقى عطشي
و أطفأ نار كبثي و حرماني
و أرمى في هواك كأصحاب الأخدود
و أنام آلاف سنين كأهل الكهف
في فراش المحبة الوثير
و يعقد بيننا  زواج  كاثوليكي
لا طلاق فيه
و يكون العناق كالوثاق
و في سبيلك  أحرق نفسي كشمعة
و أذرف ألف دمعة
وأ حرق نفسي كالفراش
في نار اللوعة
و عندي الود كالورد في ظاهره شوك
يدمي القلوب بدم أحمر
 و لكنه في باطنه يندى بالطيب و العنبر
و الندى و القطر و العطر و السكر
و لونه أزهر
 و ريحه من سواه أعطر
ثقي بي
فلست رجلا  خائنا 
يصطاد كذئب ماكر و غادر
حملا وديعا
و لست أفعى تصطاد
عصفوارا شاديا و هاديا
و لست بحرا يكون هادئا
و في غمضة عين يصير ثارا
يغرق سفن آمالك  الرمادية
و لست ريحا تكسر  أحلامك الوردية
بل نهر جار يبحث من نبعه عن مصب
و عن مجراه و مرساه
 
أعدك أني لن أخونك أبدا
 و مهما جرى و سرى
و سأبقى على عهدي و وعدي
ما استطعت
دائما و أبدا
فلست أنت كرة خاسرة
بل صفقة رابحة
و يهدى شعري هذا
 إلى تسنيم
العروس التي تحيا
 في حياة الزهو المخملية
و الشمس الباريسية
 التي أشرقت في حياتي
 فكانت إمبراطورية شعري
 لا تغيب عنها الشمس
 و قمرا مشعا لا يأفل من الغرب
 أطل لينير ليالي  الشرق
 و أصبحت بالتالي ملهمتي و معلمتي
في مدرسة الحب و الحياة
و في زهرة  الدنيا زهرتها الجميلة
و متاعها الأجمل و الطيب الحسن
و شعري هذا يلقى كعصا موسى
يلقف كل أفاعي كلمات الشعراء الآخرين
فكوني مثل السحرة
و ليس كآل فرعون و جنوده
بعصا الشعر أشق بحر قلبك
لأصل و أعبر  إلى بر رضاك و قبولك
و أنقذ نفسي و شعبي من الضياع
كلامي في مظهره جميل
و في جوهره أصيل
آه و ألف آه
رويدا رويدا ينعش الأرواح
و ينسي  في هنيهة
ما بين الكاف و النون
ما كان 
 إذا أمشي الهوينا
كأن الهوى نسيم عليل
و مزاجه من تسنيم
يا تسنيم الغالية
الشاعر حامد الشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق