الاثنين، 30 يوليو 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي.. الشاعرة القديرة نعيمة المديوني ..قصيدة ودعنا الهوى ..تحياتي

ودّعنا الهوى وقد أضنانا
البكاء
أقسمنا في محراب
فاح شذاه
عودا وندّا
إن نئدَ قلبا غوى
صارع الحب فما جنى
غير الآه مددا
سأل أحباب رافقوا فصول
محبتنا
لما تغيّر الهواء بعد نقاء
واصبح خانقا
أنذير شؤم حلّ بيْننا
أم طائر نشر جناحيْه
فأغرقنا حزنا ونآ
أجابت مآقينا
بعد أن اجتثّ النّحيب
صوت العندليب
ما بقي فينا خفق وترانيم
كبّلت الجراح صبرنا
باع الخلّ وعودنا
قايض العهد
قبض الثّم‍ن نشوة مسروقة
من الزّمان الجميل
أيا ليالي الشّتاء
هجرنا الدّفء
سالت دماؤنا في العراء
صقيع أرواحنا
انطفأ الحطب في
المدفأة
عاتمة  أحلامنا
موحشة ليالينا
غريبة أنا في الدّيار
لا خليل
لادفء
لا قبل
لا حلم
ولا أمل
تاه منّي كل شيء
أيا سباتي اللعين
هُبّ من مرقدك
كالفراش الجميل
حُطّ الى الأقحوان
على السّوسن الرّيان
يفوح أريجك
تهابك الغربان
رُشّ الملح على الدّمع
الحزين
مزّق شرايينا ضخّت فينا
الحنين
أ ياصبر الأيّام العنيدة
زر أحبابا سكنوا مآقينا
ذكّرهم
أنّ الغرابان
استوطنت أراضينا
أنّ الفراق أشعل لهيب
الصّبابة فينا
أنّ المخادع التّي احتضنت
جنون الحبّ سنينا
استحالت سعيرا
تغرس أنيابها القاتلة فينا
خبّرهم أن العزيز أصابنا
نكث العهد
هجر
فأثقلت العلّة الموازين
أضحى الوديع
من بعدهم عليلا
سار في الدّروب
مجنونا
يبحث عن قيس
يبثّه همومه
يقول والآه
تذرف الدّمع
حزينة
آه يا رفيق الجوى
قسا الخلاّن
فتك بي الغرام وأرداني
 قتيلا
أ صارت  في موطني
قصص العشاق
ترتّل ترتيلا
أم زهد الخلاّن في الهوى
وراحوا يكتبون المواويل
أيا ديار الحبيب عطّري
بالعود والمسك
دهاليز
احتضنت أحلى ليالينا
ارسمي على جدرانه
صور تدانينا
اعزفي الحانا فاح منها
عطر الياسمين
بعثري على مفرشه
حبّات الفلّ
عطّريه لليلة حبّ
اشعلي فتائل الهوى
سعيرا
يهتزّ لسحرها عرش الغرام
ويكبّر تكبيرا
يغتال على أعتابها الشّوق
يضحى سراديبا
مزدانة أميرة
تسكنها ساعات الهوى
ترنو دفء ولهيبا
يستحيل الجفاء
نهرا سلسبيلا
نسبح في زلاله
حالمين

نعيمة المديوني (تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق