السبت، 1 سبتمبر 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي.. الشاعرة الكبيرة الأديبه نعيمة المديوني ..قصيدة سماء المدينة تلقي / شروق تحياتي

سماء المدينة تلقي
بأنوارها
تتفتح الورود
تتورّد الخدود
تجود البحار بقوت
الصياد
تملأ سلاله
يسعد صغاره
تحضنه زوجته
على الثّغر ترسم قُبلته
أيا جفوني استعيري من
السّماء نورها
من الحدائق زهورها
من الصيّاد صبره
فقد ملّ الصّبر من صبري
تبعثرت أحلامي
بيْن قدح متعثّر في خماره
وعود يصدح بعذب ألحانه
في غفلة من سُهادي
وطول الليالي
يهمس الحسّون بألحانه
ينتزعني اللحن الشّذي
من شرودي
يهتزّ الرّمش الكاحل
كجناح فراشة
هائمة في الصّبابة
يغرف من الهوى ما طاب
واشتهى
يرفرف اليمام
يحتضنني صوت أليف
يا من سكنت الرّوح
تفّاحتي أنت
من بين الغيْمات السّابحات
جئتك هائما
أشتقت وصلا ودفأ
انتقل بي الصّوت الى
عهد قريب بعيد
فتحت فمي لأهلل
وأكبّر
ضاع منّي صوتي
تاهت منّي فرحتي
رحت أركض هنا
هناك
أين مني فرحة  المشتاق
أين مني همسة الخلاّن
فراغ مقيت يسكن فؤادي
روح شريدة تُحتضر على شفا
الأيّام
مال قلبي يتمزّق والخلّ
يهفو الى وصالي
مال الذكريات الخوالي
تئد الأماني
أمَ انتظرت وصاله
أمَ مزّقتُ صمت الزّمان
لأهنأ بأحضانه
لست بأنا يا أنا
ألم تكن همساته تراتيلاَ
تسقي براعم الأمل
تدعو الربّ يعيد خلاّ
تاه في دروب المحيطات
بين الأطلس والهادي
يلثم الزّهرات
زهد في المحيطات
حنّ الى عراجين
الدّڨلة
حلّ يطلب مغفرة وصفحا
نذرت نفسي للرّحمان
أن لا أذرف بعد اليوم دمعا
استيقظت من سباتي
أعلنت العصيان
من باع ودّي
عاد بعد صمت
على الرّبابة يعزف ألحانه
تراقصت الذّكريات على
وقع الآه والحسرات
انا التي فديْت هواه
بسنين العمر
راحت السّنون في سبات
يعود اليوم يبحث عن
تفاحة
يشتهي قضمها
يلوكها ويلفظ نواتها
يامن كنت حياة
هويْتك لحدّ الممات
أدمنتك خمرة فاض
قدحها  بالجمرات
انتظرتك لسنوات
عسى الأمواج
تلقي بك صريعا
احتوي هزيمتك
أجترّ جراحك
تبرأ ويبرأ العليل من
غيرة نهشت شريانه
مرّ القطار والمحطّة
خالية من غير نُباح
الكلاب
بكيْت ليالي السّهاد
ركبت الوجد مراكب
والأيّام الرّائحات أشدّ وطأة
من ليال قسا البرد فيها
فأضحت جمادا
                                                      ***********
غُصن الزيتون في يدي
أشير إلى  طيْف حنّ
بعد فراق
والعشّ في غيابه نهشه
الجفاف
بللته بدمعي والدّمع سخيّ
اذا هاجت الذّكريات
عدتَ تقول تفاحتي
حياتي
أخطأت الطّريق
لست بتفّاحة
ولا زهرة بين الزهرات
انا الأنثى العاشقة للهوى
للحياة
من روحي تنساب القصائد
تسحر القلوب النابضة
المعطاء
غادر مدينتي
تدثّر بالنّسيان
ماكان بيْننا مسرحيّة
بطلها مزَج الخمرة بالأنين
لست أنا من أوهمتُ بالغرام
لست أنت من ألهمتَ وجداني
تغيرّت  خريطة المكان
تبعثر الزّمان
سقط غرامك في قاع
الذكريات
هذه الأمنيات والصّرخات
ملفوفة يأغصان الياسمين
خططتها بدمي وعبراتي
هِبة منّي
عربون ودّ زال بزوال الأنين
فمن باعنا يوما يبيعنا أيّاما
ومن جفا حبّنا حقبة
يجفو أعواما

نعيمة المديوني ( تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق