الخميس، 22 مارس 2018

مجلة. شعراء موسيقى الشعر العربي.. الشاعر الكبير روابح نادر… قصيدة أنا والبحر وابنة السلطان ....المحررة الشاعرة ميسم بارودي /تحياتي


<< أنا و البحر و بنت السلطان >> <<< بقلم : روابح نادر / القلم المكسور >>> انا و البحر منسيان بين ضجيج يعاشر صدري و هدوء يلتبس جسدي لا شيء يعكر خلوتي و سكون امسيتي سوى فنجان قهوة و علبة سجائر و عتمة الليل و نسائمه العليلة و صوت أمواج البحر و هي تغازل الشاطيء تداعب حبات الرمل كأنها تدندن لها كلمات العشق الاخيرة او انها تروي جراحها و همومها الضريرة او انها تشتكي له ذبيح الغياب و قتيل اللقاء و صراع الليل و النهار و إختلاف الحنين و النسيان و كلمات مزاجية المكان و الميلاد تبكي لكنها ترفعت عن البكاء حتى سجدت لها كل الأوجاع فناحت حبيبات الرمال بالبكاء و سمعت الموج يصرخ بالهيجان فيا بحر ارى موجك يعلو مضطرب كأنك تحتظر بين الموت و الالم أضرك حالي ام انت ضرير بنفس الداء كم انت عظيم يا بحر و انت تخفي كل هذه الاسرار لجأت اليك اشتكي بعدما قد جرحني رجائي اناجيك يا البحر و اناجي ظلمة الليالي فانا يا كاثم الاسرار عالقا بين الجرح و الباحث عن ذات الانسان سافرت و استوطنت بحار و براري هروب من القهر و التجبر مودعا لمن كسر قلبي و استكبر من جعلني لصحبته اكفر من كلامه اضجر من قربه انفر فيا صاحبي فقد كان قلبي يمشي و يتبخثر و كنت لا اشتكي رغم التكبر و بحبه يوما لم اشعر لكني كنت من صوته اسكر و بدلاله اعبر جبال و لم اقهر كنت في عشقه عنتر كنت اترجى و اتطلع ان يحبني و لا يتنكر كنت اخاف ان اخسر و بعشقه يوما اكفر فيا صاحبي لن اخفي اعنك و سأروي ما كثمه الدفتر اخبرته انني في هواه عنتر حتى احسست انني امير او فارس في ساحة الوغى على صهوة الجواد أتبخثر بين صفوف الجند أتأمر و بالنصر أمجد و أتفاخر حتى اتاني النبأ بأن أحضر و أن اترك المعسكر فإحترت و بدأت افكر و بت الليل كله أستحضر أنتظر الصباح لكي يرحل و عن أمر الحضور أستفسر يا صاحبي حلمت انني فارس الفرسان و انني سألاقي بنت السلطان و ستسمعني ما طاب حتى الهديان و انها ستراقص على اوتار الحنان و انا اتودد لها بلطف على وزن الاطمئنان اسمعها لحنا من بحر الايمان تدندن له الأروح قبل الأذهان كانت نظراتي لها تحب السرحان و لمساتي تدغدغ وتر التيهان رقتي تديب حب الرمان أهو الحب يا بني الانسان أم انا حالما سكران أم هو شيء من الادمان حتى رجوته أن يغير نغم الخفقان و ان يجتاح مدينتي و ينصبني سلطان يا صاحبي بقيت على هذا الحال أثمل من أحلام التيهان حتى أصبحت عند جناب السلطان فأدخلوني عليه و انا مكبل بالأوهام فثار في وجه كأنه البركان أتعلم لما استدعيتك يا حيوان فقلت لا و الله يا حضرت السلطان فقال الم أقل لك انك حيوان فقلت ما هذا الذل و المهان فقال خدوه لذلك السجان و ليجرده حتى أنظر في امر الاعدام فقلت ما هذ الظلم و النكران فقال ستكون عبرة لمن خان و تجرأ و دنس بيت السلطان فقلت قد كنت فارسا و ربان اقاتل من أجل هيبتك في كل مكان فقال دنست شرف بنتي ايها الجبان و تتغنى بحبها بين القطعان هذا ما اخبرتني به قارئة الفنجان فقلت انا يا سيدي من حبها لا انام و من اجلها سأعبر بحار و وديان و لن اطلب منك لا سماح و غفران لكن قبل ان تصدر امر الاعدام اريد سماع رأي ملكة الحسن و الجمال فقال ايها المعتوه، اقتلوا هذا الجبان و قال تكلمي يابنتي إلى هذا الشيطان فنظرت إلي نظرة إستعلاء و إستكبار و إشمئزاز كأنني جرذ من الجرذان و قالت ألا تستحى و أنت امام السلطان فقلت لا حياء في حب ملكة الوجدان فقالت سأطع لك ذلك اللسان كي لا تنطق بحبي يا أحمق هذا الزمان فقلت الحب لا يوصف بطول اللسان فالأبكم ينطق بالهوى حتى الهديان و الحب مدرسة يدركها إلا الانسان و من زرع في قلبه حب الرحمان فقالت قد طال لسانك خده ايها السجان و نفذ امر مولاك السلطان فقلت اصمتي انت و أبيك الجبان لا أريد مزيد من الإهانة و الإذلال فنطق البحر و قد ضره حالي و قال يا صاحبي يا تائه هذا الزمان انت وحيدا في هذا الفقدان لا تخلط بين الحب و العطف و الاحسان هجر المدلة و الإهانة خير لك من العيش مدلولا كطالب الاحسان كرامة المرؤ و كبريائه خير له من العيش تحت أقدام السلطان فيا صاحبي علمني حبها انه مدرسة لنسيان و أن الحب يحدثك من دون لسان و أن لا تعش مكبا بالوهم و الأمان فالحب أنبل من أن تراه عين الانسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق