الجمعة، 23 مارس 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي.. الشاعر الكبير مصطفى كردي ....قصيدة ذكريات أمومه ..المحررة رئيسة التحرير روشان رينيه.. تحياتي


عدد الأبيات ٢٣ البسيط ذكريات أمومة ما بالُ قلبي على آثارِها خَفَقا حتى كأنّ الهوى من لحظةٍ عَلِقا مازالَ عاطِرُها في زهرِ صورتِها كما النسيمُ بصدرٍ شمَّها عَبَقا ألحانُ نغمتِها في سمعِ ذاكرةٍ والحرفُ منها يهزُّ النَّسمَ والعلَقا وإن نظرتُ لها دمعًا غرقتُ بهِ فالطَّرفُ مني على أجفانِها غَرِقا يا طيبَ مبسمِها في بسمةٍ سَنحت أو عَضَّ حازِبُها فَرْقي به فَرَقا أشتاقُ من كفِّها دفءَ اللقا فبه بردٌ إذا تركت من مَسَّهُ احترقا عنها الحنانُ روى ما ضمَّ عاطفةً فالعطفُ من ضَمِّها والضَمُّ مَحضُ نقا نبعُ الهوى قلبُها بالفيضِ تعرفهُ لولا مدادُ الهوى من قلبِّها نَفَقا كم ليلةٍ سَرقَت منها مسرّتَها تعطي السرورَ لقلبٍ نومَها سَرَقا تحميهِ من أرقٍ في كلِّ نازلةٍ إن أقبلت أرِقَت عنه فما أرِقا يا نبضَ حانيةٍ يا شمسَ رائعةٍ يا بدرَ حالكةٍ يا صدقَ من صدقا لو راودت حُسنَها كلُّ الحروفِ لما قد مسَّ من حسنِّها بل حسنُها سَبَقا العلمُ يعرفُها والصبرُ يحسدُها والطهرُ يخدمُها إن أنطقت نطقا دربُ الأمومةِ والإحساسِ مُنجَدِلٌ من طينةِ الحُبِّ قد سارا فما افترقا لو أنّ بابَ الهوى في الأمِّ منغلقٌ ما كنتَ تسمعُ بابَ الحُبِّ قد طُرِقا فالأمُّ بيتُ الهوى من حضنهِ فُتِحَت أبوابُ بهجتهِ إن أُغلِقَت غُلِقا تُهدي بلا عِوَضٍ تَشقى بلا حَزَنٍ ترضى بلا سَخَطٍ إنْ غاضَبَتْ شَفَقا تدعو على حَنَقٍ من صدرِ محترقٍ فإنْ تقعْ دعوةٌ تلقاهُ مُنخَنِقا وصّى بها ربُّنا فالبِرُّ دَيدَنُنا والأمُّ منجاتُنا فالبِرُّ بَرُّ تُقى ما شاركت أحدًا في حَملِها ولدًا فانظر لمَن خُلِقَت حَدًّا لمَن خُلِقا من كان يصحبُنا من يومِ نشأتِنا نعطي محبَّتَنا فارفِقْ بمن رَفَقا فلا تقل لهما أُفٍّ فإنهما بابانِ بِرَّهُما أحسِنْ إلى الرُّفَقا من بعد موتِهما لا تنسَ بِرَّهُما يا ربُّ فارحَمْهُما أَغدِقْهما غَدَقا مصطفى كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق