الجمعة، 23 مارس 2018

مجلة شعراء موسيقى الشعر العربي.. الشاعر الكبير خالد احباروش ..قصيدة عراء الروح ....المحررة الشاعرة ميسم بارودي / تحياتي


قراءة في قصيدة ** عراء الرّوح** . -----------------.--------------------------------------. خالد أحباروش ------------------------------------------------------------ شعر : مصطفى الحاج حسين ---------------------------. يتقيّؤني ظلّي على رصيفِ الهباء ذاكرتي تخمش انتظاري أحاور عطش الصّمت يا أجنحةَ السّراب احمليني واصعدي صوب قهري أُلامسُ نبض العماء أقرعُ أجراسَ الاختناق سأنثر على النّار خطاي وأمضي في دروبِ العناء وجعي يشعلُ فوانيس الاحتضار فيا أيّها الحلم المسجّى اِدخل من نوافذِ هروبي واتّجه نحوَ عراء الرّوح إسأل المدى عن ركامِ السّماء الشّمس تتعثّر بعباءةِ الليل والليلُ يتمسَّك بقبّعةِ العواء أعطِ الهواء جرعةَ تنفّسٍ للقلبِ فتات النّبض للأرضِ دربٌ واحدٌ لا أمتطيهِ يابلداً يسكنُ ارتحالي ياقلعةً تنهضُ بسقوطي ياصوتَ أمّي الذي يصرخُ في غُصّتي يترعرعُ في صوتي الرّماد قصيدتي تذبح أشواقي يناديني التّراب سأغرسُ شهقتي فيهِ لتنمو شتائل النّدى أطول من قامةِ عشقي أنا العاشق المصلوب من لهاثهِ أترنّح فوق بكائي . -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- [عــراء الروح ] ....نحن هنا أمام صنف من الشعر الحديث ما فتئ يمجه بعض النقاد المتشبثون بالصروح الشعرية القديمة لكن في المقابل هناك نقاد آخرون يحبذونه لقد حققت هذه التحفة الأدبية الرائعة -- في اعتقادي -- كل مميزات القصيدة النثرية العصرية إن قـصيدة الــنـثـر -- عموما -- تأتي غامضة الاهــداف ومعتمة بشكل تــام ، لا وزن لها ولا قافية إنها -- على مستوى الدلالات -- عصية علي الفهم المشترك ، فقط على القارئ محاولة اكتشاف تضاريسها الوعرة بما يحقق متعته علــيــه أن يقرأها وأن يستمتع بما فيها من سحر و جمال وقدرة علي بعث الدهشة أما غير ذلك فلا شيء إذ لا بد للمتلقي أن يتقبلها كقطعة فنية مستقلة ا كما يتقبل لوحات الفنون التشكيلية السريالبة . يــستمتع بها دونما بحثِ عما تنطبق عليه في الخارج و من أهم خصائصها حسب الناقدة الفرنسية سوزان برنار: الايجاز و الكثافة / التوهج // المجانية أما ما يخص متن القصيدة هاته . فقد استطاع الشاعر -- مصطفى الحاج حسين -- بحسه اللغوي الجذاب لملمة روحه المنكسرة عبر تضميد جراحها البالغة الأثر . ذلكم من خلال كسر الدلالات اللغوية كسرا حاداً وبناء دلالات سديمية تحضن الروح حضنا . يــتقــيّــؤني ظــلّي على رصيفِ الهباء . / يا أجنحةَ الســراب احمليني ...واصعدي صوب قهري ...أُلامسُ نبض العماء .... لننظر الــيها وفق الخصائص التي ذكرت الايجاز و الكثافة ------------- جاءت القصيدة مقتضبة الشكل و غير مركبة فأنت إذا تأملت جملها تجدها موجزة التركيب و موحية لنأخذ هذه العبارات على سسبيل المثال الشّمس تتعثّر بعباءةِ الليل والليلُ يتمسَّك بقبّعةِ العواء نحن أمام جملتين مقتضبتين و رائعتين إنهما مكونتان من عبارات قليلة لكنهما مترعتان على حقل دلالي متلاطم التناقضات . حقل سديمي بكل ما تحمل الكلمة من معنى فالمتن الشعري الذي بين أيدينا متصفٌ حقاً بالتكثيف الدلالي {{جمل قصيرة تتضمن انزيات كبيرة في المعاني ....أنا لا أخفي عليكم مدى استمتاعي بذلك }} التوهج ------- يكتسي هذا الــعـمـل الجميل طابع الإشراق الإيحائـــي من خلال غرابة التوترات الدلالية التي تـتـبدى في حلل مدهشة بشكل كبير المجانية --------- تمكنت القصيدة من خلق علمها الفني الداخلي المستقل دونما ارتباط بأي غرض معين أو مسحة منطقية ما . بمعنى أنها خالية من كل الاحالات الخارجية من قبيل احالات الامكنة او احالات الازمنة او اى نوع من الاحالات الشرطية المرتبطة بالواقع الخارجي لنأخذ مثلا هذه العبارة ...{{ ياقلعةً تنهضُ بسقوطي}} القلعة و السقوط -- هــنــا -- لا يحيلان الى أي وجود مكاني أو أي حدث تاريخي إنهما يحيلان فقط الى الوجود الجمالي اي الى لوحة تصويرية فنية بقلم خالد أحباروش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق