الجمعة، 23 نوفمبر 2018

الاديب القدير الشاعر أ.د محمد موسى ..قصيدة بعنوان زمان وزمان ..المحررة ليمار

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ زمان وزمان ♠ ♠ ♠

♠ ♠ من بعيد سمع بطل قصتنا المرحومه بإذن الله السيدة أم كلثوم وهي تغني ، ( عايزنا نرجع زي زمان قول للزمان إرجع يازمان ) ، فسأل نفسه سؤال هل الزمان يذهب ولا يعود ، ونحن نري كل يوم نهاراً يغقبه ليل ، ثم يأتي بعده نهار آخر مشرق بنفس الشس ، والتي لا تتحول أبداً الي هلالٍ ولا محاق كما القمر في الليل ، ومع ذلك يقول الشاعر ( قول للزمان إرجع يا زمان ) ، فهل الزمان يتغير ، أم أن الزمان منذ خلقه الله ، زمانٍ كما هو ، والذي يتغير فقط هم سكان هذا الزمان ، عن سكان آخرين كانوا في هذا المكان ، في غير هذا الزمان ، وأرتاح بطلنا إلي هذا التفسير ، وعندما رأى الناس في هذا الزمان كيف يبعون بالأيمانات الكاذبه ويشترون ويبخسون الناس أشيائهم ، تذكر أن رجل حكيم قص عليه يوماً رواية عن ناس زمان ، ففي حي الغورية وهو من أحياء القاهرة القديمة ، توجد حارات تضم أصحاب المهنه الواحدة ، مثل حارة الكحكين ، وحارة الخيمة ، وحارة الفحامين ، ومن الأسماء تستطيع معرفة المهنه المنتشرة في ذلك الحي ، ففي حارة الفحامين مثلاً ، ينتشر على جانب من الحارة الذين يبعون الفحم ، يوم أن كان الفحم تجارة رائجة ، وعلى الجانب الأخر دكاكين العطارة ، والذين يبعون حتى الأن العطارة التي تسخدمها ربة البيت في عمل طعام البيت وغيره ، وكذلك أنواع من البخور ، وهو من طقوس تقريباً كل بيوت القاهرة ، حتى أن البعض من هؤلاء الباعين للعطارة ، كان يمارس الطب الشعبي ، فهذه الأعشاب تسخدم في حالات الإمساك ، واللبان الدكر هذا يشرب للقضاء على الكحه ، وزيت الأورنفل لعلاج وجع الأسنان والدروس وهكذا ، والذي إهتم لسماعه بطلنا ، من ذلك الرجل الحكيم ، كان أخلاق الناس في هذا الزمان ، قص لبطل قصتنا الرجل الحكيم ، العديد من القصص ، إلا أن الذي إستوقف بطلنا ، قصة الحاج عبد الله تاجر العطارة ، وبجواره دكان الحاج متولي تاجر نفس العطارة ، ففي يوم من الأيام جاء رجل الي الحاج عبد الله ليشتري منه (كثبرة) أو (كسبره)، وهي مادة تعرفها ربات البيوت خصوصاً المصريات ، والتي تستخدم في عمل (طشت الملوخية) ، وهي أكلة يغشقها المصريين ، وكلما زار بطل القصة ، أحداً من الأجانب أصر أن يطعمه من هذه الأكلة المحببه للمصريين خصوصاً مع الأرانب ، وكان كل من يأكلها من الأجانب يعجب بها جداً ، وكان بطل القصة قد أكلها في بلاد عربية أخرى كانوا يضعون ورقة الملوخية كاملة ، إلا أنه كان يقول أن المصرين بإستخدام (المخرطة) يجعلونها أشهى ، وكان أمام دكان الحاج عبد الله جوال من الكثبرة أو الكسبره كما يكتبها البعض ، إلا أن الحاج عبد الله قال: للمشتري لا يوجد عندي طلبك ، ولكن يوجد عند جاري الحاج متولي ، قال: له المشتري ، ولكن هذا الجوال به الكثير منها ، إعتذر له لأن هذه البضاعة مباعة ، ولكن جاري عنده الكثير منها ، رأى الحاج متولي ما حدث ، وعندما جاء له المشتري أعطاه ما طلب ، ثم سأل الجاج عبد الله ، لماذا لم تبيع له ، وأرسلته لي ، فقال: له الحاج عبد الله لقد إستفتحت هذا الصباح ، ( يعني أني بعت بضاعة هذا الصباح) ، وأنت لم تبيع شئ ، فقلت تستفتح مثلي ، سمع بطلنا هذه القصة ، ولم يعقب إلا بجملة واحدة ( فعلاً زمان كان بناس زمان يستحق إسم الزمن الجميل).

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق