الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

الشاعر الاديب الكبير أحمد المقراني ..قصيدة بعنوان مقامة الوحوش في الغابات ..المحررة هديل

مقامة الوحوش في الغابات ومسرحية الانتخابات
كيس معتم كظرف الانتخاب °°°°° أريجــه دعا ســـــــرب الذباب
اختير فيه كل ضرب يجتبى °°°°° من قريب وحبيب وأصــــحاب
جرا الثعالب الجياع وضعت °°°°°كذا ابن آوي والجحوش والذئاب
أفعى وصل ،كل خب مــاكر°°°°°وأرنب معـــــــوّق مــــع الغراب
نادى المنادي والدعاة هللـــوا°°°°°في كل فج : اقبلوا بــــلا ارتياب
هي الأكياس وضعت،هيت لكم°°°°°خيــاركم أمانة طـــوق الرقاب
ومد الوحش يـــــده يبغى الذي°°°°°للخير نــــزاع وللــحــظ جـلاب
لكنه ضاق وقد خــــاب الأمل°°°°° كل الأمـاني جرجرت إلى تباب
لم ينسحب من الكيـــس سوى°°°°°رهط اللصوص والفساق والذئاب
وكل قشعم قبيـــــــــــح رميه °°°°°يفــــري الأمانة بمخلــــب وناب
وهكذا تكـــــرس اليأس لمــا °°°°°عـــــــــاد الفساد سافرا بالإنتخاب
رمز مشفر يحــــاكي وضعنا.°°°°°شفرته يشــرحها أولوا الألبــاب

حدثنا حمار الزرد، بكل صدق وجد،وهو القريب من أصحاب صنع القرار،المطلعين على الخبايا والأسرار.الذين وعدوه بالأمان والحماية من بطش السلطان.الشيء الذي أكسبه الجرأة والإقدام ، والقيام بأ صعب المهام .رفع الحمار رأسه للسماء، ونهق نهقة خرقت الأجواء،أزعجت ملك الغابة وحركت في مسالكها الرتابة،وبجرأة قال:ملك الغابة رعديد وجبان،يعتمد في تسيير شؤون الغابة على الأتباع والخلان،ومع قدراته القاصرة ،وأفكاره المتنافرة، فقد عتا وتجبر ،وعلا وتكبر،سلك سبيل فرعون مصر،تحلو له الموائد تحفل بجثث الصغار ولا يبالي بلوعة الكبار، ثكالى تنوح،وعليها بلوعتها ألا تبوح،وهذا غيض من فيض الابتلاء ،وعظيم الأساءة والبلاء. وهكذا الحمار تقصّى جديد الأخبار وحذر العقلاء وأولي الأفكار. بعد أن عم الطغيان فأحدث في الغابة الغليان،وجاهر البعض من الأباة بالعصيان.طالبوا بالانتخاب، لعل الأمر يعود للاستتباب.لما سمع ملك الغابة اغتاظ وكأس حنقه من الصدمة فاض،هدد بأن يحرق الغابة بمن فيها،ويجعل سافلها فوق عاليها،إلا أن الدب والضبع ،هدآ بخبث من الروع.قالا وهم الأمناء الثقاة :سنجري نوعا من الانتخابات،وطمأناه بأن أمر العصيان سيزول،والأمر كله إليه سيؤول، وزادوه بكل تأكيد، والكلام الصحيح المفيد:ستجرى الانتخابات وسترى في إجرائها ونتائجها معجزات وآيات
نادى المنادي فتردد النداء ، ووسِع بجهورته كل الأرجاء:الترشيحات للانتخابات،وقد فتحت بأمر ولي الأمر لكل الفئات،فتهافت على الترشح كل طماع،الباحث في كل الموائد على سقط المتاع،ومع ذلك تمت الغربلة بعد الطحين، ولم ينجح إلا القابل للتدجين،وعلى مصالح ملك الغابة حريص أمين ،وببعض المغانم كمقابل ،مستعد بعد فوزه للتنازل،وكل مرشح في إناء السلطان يحلب، من الثعلب الماكر إلى الأرنب. بعد هذه المسرحية المحبوكة بحبل مفتول لم يجد وحوش الغابة بدا من الرضوخ والقبول.قبلوا الأمر مرغمين ولعل ذلك فقط إلى حين.هـــــــذه الفذلكة بالرمز والبيان،ألا تنسحب في بعض تفاصيلها على وضع بني الإنسان؟.

أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق